رساله إلى إمرأة ليست مجهولة !
أنا راحل .. صديقتى
لأن ليلكِ دون سمر
وأنا الذى عصر فى كفيكِ ضوء القمر
أنا راحل .. بعد أن أوثقت الحنين
أناراحل ..صديقتى ..
على متن التداعى
وأحمل فوق أعناقى متاعى والتياعى
أطلالنا ضياع
أنفاسنا إلتياع
أنا راحل .. مادمتِ تسبحين فى بحر من التسويف
ياقصة الأمس التى نزفتها من التجويف
أنا راحل .. صديقتى
فحديثنا رثاء
أناراحل .. قبل إحتضار الكبرياء
لقاؤنا حين التقينا .. كان لقاؤنا الاخير
أنا راحل من سجنك الكبير
فذكرياتنا تتجرع .. مرارات المر المرير
لقاؤنا حين التقينا كان على اعتاب الرحيل
لقاؤنا وهم .. وحلم ليل
لقاؤنا .. غثاء سيل
انا راحل .. صديقتى
ماذا تبقى لنا من حلمنا القتيل
ماذا تبقى لنا من همسنا الطويل
ماذا تبقى لنا من عناقنا المستحيل
ماذا تبقى لنا من حبنا الضرير
فقد تجدر فى دمى المر المرير
انا راحل .. صديقتى
فنهرك لم يعد يغذى ربيع البقاء
دفء حضورك فقد الضياء
انا راحل .. الى البعيد
مخلفاً ورائى عطركِ الممياء
انا راحل .. بعد ان عز اللقاء
انا راحل .. صديقتى
لم يبقى من ظلالكِ غير السحاب
لم يبقى من أحلامى غير السراب
انا راحل .. صديقتى
لن ابقى فى وطن تمزقه قراصنة القلوب
انا راحل صديقتى
فرحيلنا .. هو عين الثواب
صديقتى ..
هاهو طفل دنيانا البديع
يسقط من بين ايدينا .. ويضيع
ياويلنا.. مابالنا
نحدق فى وجه طفلنا دون أسى
ياويلنا ..كأن شىء لم يكن
كأنه ليس لنا
نطل فى عينيه غير خاشعين
نجوس فى دماه غير عابئين
ياويلنا ..
مات وليدنا دون صدى
كأن وليد .. غير وليدنا الذى قضى
صديقتى ..
انتِ تدميننى إذا قلتِ تمهل
أنتِ تدميننى إذا قلتِ لاترحل
تعالى صديقتى قبل الرحيل
نتجول عبر ذكرياتنا الأليمه
عبر ذكريات أصبحت لليأس وليمه
فربما نعود يوماً
نداوى حبنا الضرير
ربما نعود لنحيى طفلنا الصغير
انا راحل .. صديقتى
ولم تجف بعد مدامعى
سخية هى مواجعى
انا راحل
وما شئت الرحيل
لكنها مشيئة الزمن الهزيل
صديقتى
إذا أردتِ يوماً الرجوع
إطفئى الحريق فى محاجر العيون
إجهشى بالبكاء
وطهرى عينيكِ بالدموع
منقول