للرائع/فاروق جويدة
صافحت جلادي وقلت لعلني
يوما سأطوي غربتي وشتاتي
وحلمت بالزمن الجميل وحوله
وطن يلملم أخوتي.. وبناتي
ورضيت أن أمضي حزيناساخطا
وهواجس السوداء في خفقاتي
شاهدت خنزيرا يضاجع قدسنا
ويطوف سكراناعلي البارات
كانت مآذنها تئن وتشتكي
وتهيم بين اليأس والحسرات
وأفقت من حلمي رأيت مدينتي
صارت كنهر الدم في لحظات
يا خيبة الأحلام حين يصيبنا
سهم الخداع وخسة الغايات
يا أيها الخنزير إني صامد
جبل أمام القهروالأزمات
أفعل بنا ما شئت بين قبورنا
طفل سيولد فوق كل رفات
****
ياأيها الوحش الكبير تناثرت
في راحتيك جماجم الأموات
تلقي علينا الموت كل دقيقة
مابين جوعي عندنا وعراة
مازلت تسكر من دماء صغارنا
وتدور منتشيا علي الشاشات
بغداد مازالت تلم جراحها
ودماء قتلاها علي الطرقات
كابول تزأر في أنين صلاتها
وتطارد الشيطان في الحانات
يا دولة البغي الطويل تمهلي
هذي الشعوب تفور بالثورات
****
أما أنا.. سأظل وحدي صامدا
وسط الخراب ولن تلين قناتي
وطني الذي يوما جننت بحبه
مازال حلمي.. قصتي.. مأساتي
قدعشت أحلم أن أموت بأرضه
ويكون آخر ما طوت صفحاتي
إني أراه يطل من عليائه
مثل الجبال الشم في النكبات
فإذا تواري الوجه عودوا واسمعوا
في كل فاجعة صدي كلماتي
ولتذكروني كلما لاحت لكم
في ظلمة الوطن الحزين حياتي
سيطل طفل من رماد بيوتنا
ويطوف فوق القدس بالرايات
يا رب هل تقبل شهيدا يرتجي
منك الشهادة عند كل صلاة
اجمع بعين القدس يوما أمتي
وأنثر علي أرض الصمود رفاتي
ولتنثروا جسدي علي أرض الهدي
في القدس. في سيناء.. في عرفات
صلوا علي الجسد النحيل وأغلقوا
عيني علي الوطن الحبيب الآتي
ولتدفنوني يا رفاقي واقفا
لن ينحني رأسي لقهر طغاة
فأنا الصمود..أنا الشموخ.. أنا الردى
أنا لن أسلم رايتي.. لغزاة